هل كفّت الشركات الصينية عن تقليد أبل وأصبحت هي المبتكِر؟

في الثقافة الشعبيّة المصرية هناك حكمة تقول” الرزق يحب الخفيّة” وهي تعني أنك وإن أردت أن تربح أكثر، تحقق دخل أكثر أو تنجح أكثر يجب عليك أن تكون “خفيفًا” وإن أخذنا هذا المثال وطبّقناه على الوضع التقني حاليًا سنجد أن أبل لا تفعل هذا مطلقًا، يكفي أن نشير إلى أن هاتف iPhone 6 والذي حمل تصميمًا جديدًا أتى في العام 2014 ومعه النسخة الأكبر iPhone 6 Plus ومن ثم لم يتغيّر التصيم “كليًا” إلا بعد أكثر من 5 أعوام مع إصدار هاتف آي-فون إكس، أنا أدرك جيّدًا أن هذا الهاتف قد أحدث طفرة كبيرة، لكن، هل تحتاج شركة في حجم أبل إلى كل هذه السنين لإحداث طفرة؟

منذ تم إصدار هاتف آي-فون إكس في 2017 وإلى الآن في منتصف 2019 وأبل لم تضف جديدًا، فقد حسّنت من المكوّنات الداخلية، وهذا ما جعل المستخدمين يخرجون ويقولون: لماذا أغيّر هاتفي من iPhone X لـiPhone XS؟ وهذا كلام كان مستخدمي أبل يكررونه منذ صدور iPhone 6 وحتى iPhone 8 مع أن هذه الهواتف كانت تحصل على تحسينات كبيرة في الخامات والعتاد، لكن الآن التحسينات ليست بكبيرة مطلقًا!

هل كفّت الشركات الصينية عن تقليد أبل وأصبحت هي المبتكِر؟


باختصار.. كيف هو واقع عالم الهواتف الذكيّة؟

إن أراد الشخص انتقاد شركة مثل أبل فسيجد مئات الأسطر ليكتبها، لكن نحن لسنا هنا لننتقد بل لنُحلل الأمر. منذ سبع أو ثمان سنوات كان وجود الشركات الصينية ضعيف جدًا وكانت هناك شركات معدودة تنتج هواتف ذكيّة ذات انتشار عالمي وأيضًا قابلة للاستخدام وهذه الشركات كانت أبل، سامسونج، سوني وبعض الشركات الأخرى، حينها كانت أبل متفوّقة في مفهوم الهاتف الذكي الذي يعمل باللمس ويقدّم ميزات مختلفة تجعله أكثر من مجرّد هاتف ذكي إلا أن مميزات مثل هذه لم تعُد حصرية بعدها بعامين أو ثلاث حيث ظهرت هواتف ذكيّة متنوعة وتأتي باللمس وبنظام أندرويد وأيضًا سعر أقل وأبرزها كانت هواتف سامسونج وبدايات سلسلتيّ الـS والـNote.

في العامين 2014 و 2015 أتى لنا هواتف iPhone 6 و iPhone 6 Plus إضافة للإصدارين S من الهاتفين، حينها الصورة تغيّرت إلى حد كبير، حيث أن الهواتف الجديدة من أبل أصبحت تأتي مع قياسات شاشة منطقيّة أكثر وأيضًا مع مواصفات داخلية أفضل هذا مع توفير تقنيّة البصمة والتي تُعد شركة أبل أول شركة قد نفّذتها بشكل صحيح، لا يمكننا أن ننكر أن أبل تأخذ وقتها قبل أن تطلق تقنيّة جديدة لكن عندما تطلقها تبهرنا جميعًا. في هذه الفترة بدأت هواتف سامسونج في التطور بشكل مهول هي الأخرى وشخصيًا أنا أعتبرها المنافس الأقوى لأبل.. إلا أن هذه الفترة أيضًا شهدت حدث آخر مهم ألا وهو ظهور الشركات الصينية ودخولها بقوّة للسوق العالمي، وهذه الشركات هي Huawei، OPPO و Xiaomi، هذا إلى جانب شركات أخرى ذات انتشار أقل مثل VIVO، OnePlus وهنا يجب علينا أن نذكر شركة BBK، وهي الشركة الأم لشركات OPPO، OnePlus وVIVO.


هل توقّفت أبل عن الابتكار وحلّت الشركات الصينية محلّها؟

في يوم من الأيام كان كل شيء مستقر، هواتف أبل موجودة وهواتف أندرويد موجودة، جميع الهواتف كانت تأتي بشكل متشابه وأبعاد شاشة 16:9 شبه موّحدة، إلا أن خرجت أبل بعد خمس سنوات من تكرار نفسها علينا بهاتف آي-فون إكس -أو آي-فون 10- وهذا في نفس عام إطلاقها لهواتف iPhone 8 و 8 Plus. الهاتف الجديد أتى لنا بمفهوم جديد نوعًا ما في عالم الهواتف الذكيّة، وهو الشاشة الكاملة (Bezelless) وهي شاشات ذات حواف علويّة، سفليّة وجانبيّة قليلة جدًا، أي أننا كنّا على وشك أن نرى هاتف دون حواف، وهو ما كان المجتمع التقني بأكمله يحلم به، وهو ما توقعته مايكروسوفت في عام 2012 في الـConcept الخاص بها، وهنا، عادت أبل مرّة أخرى للابتكار لكن الأمر لم يتوقّف هنا.

تقنيّة CUS– Camera Under Screen من شركة أوبّو..

لكي تستطيع أبل أن تؤتينا بشاشة دون حواف تقريبًا فقد اضطّرت “لحشر” كافة الحسّاسات في قطعة أعلى الشاشة، وهي ما تم تسميتها بالـNotch، ونحن هنّا نتحدّث عن سماعة مكالمات، حسّاس المكالمات، وأيضًا الكاميرا الأمامية، أي أننا نتحدّث عن نوتش يجب ألا يتعدّى عرضه وارتفاعه بعض المملي مترات، إلا أن الأمر قد اختلف مع أبل، حيث أنها ولكي تستطيع أن تعطينا هاتف بشاشة كاملة فهي مضطّرة أن تضحي بالبصمة، ونظرًا لأن البصمة تقع في الحافة السفلية فقد تخلّت أبل عنها حرفيًا واستبدلتها بنظام التعرُّف على الوجه FaceID، لنرى من أبل هاتف دون بصمة وذو نوتش كبيرة، لكن الأهم، أنه كان أول الهواتف التي تأتي مع شاشة شبه كاملة (هذا إن تجاهلنا هواتف Mi Mix/Mi Max).

استمر الأمر على هذا المنوال، أبل تبتكر ومن ثم تقلّدها الشركات الصينية، وفي العامين الفائتين شهدنا عشرات الهواتف التي تأتي مع تقليد لفكرة أبل، البعض يأتي مع حافة كاملة رفيعة مثل هواتف Galaxy S8/ Mate 10 and 10 Lite وبعضها أتى مع نوتش صغيرة جدًا والتي تم تسميتها بـWater Drop Notch نظرًا لأنها تشبه قطرة المياة كما قامت بعض الشركات باعتماد نظام الـFace Unlock من خلال الكاميرا الأمامية فقط والبعض الآخر قام باعتمادها من خلال حسّاسات مثل التي عند أبل مثل Xiaomi في هواتف مثل Mi 8 و Pocophone F1.

الامر تطور بعدها، الشركات الصينيّة يبدو أنها قد كفّت عن التقليد، فبدأت شركة OPPO سباق الشاشات الكاملة للهواتف الذكيّة، وهذا مع هاتف OPPO Find X، هذا الهاتف كان يأتي مع شاشة كاملة تماماً، وهذا لأن الكاميرا كانت مخبئة في Slider قابل للفتح والإغلاق، هذه الفكرة كانت مبتكرة، إلا أنها بدت غير عمليّة إلا أنها قد ظهرت أيضًا في هواتف مثل OnePlus 7 Pro و Huawei Y7 Prime 19، أيضًا، بدأت الشركات تعتمد حسّاسات البصمة المدمجة في الشاشة، وهي تقنيّة قد ظهرت في هواتف مثل OnePlus 6T وأيضًا هواتف مثل Sasmung Galaxy A50 مع أن الأخير كان يأتي بسعر في حدود 350 دولار أمريكي فقط! لكن ماذا عن شاشة دون نوتش وجهاز دون Slider ومع كاميرا موجودة أسفل الشاشة؟


شركة OPPO تعلن عن أول هاتف مع شاشة كاملة

شركة أوبّو، والتي تُعد شركة فرعيّة من شركة BBK التي تملك ون بلس وفيفو أيضًا، هذا إلى جانب أن شركة أوبّو نفسها لديها شركة فرعيّة منها تدعى ريلمي قدّمت للعالم يوم أمس شاشة كاملة مع كاميرا محفورة أسفل الشاشة! وهو ما يعني أن أربع شركات تقنيّة صينية قادر على إدراج هذه الشاشة في هواتفها، هذا إضافةً إلى وجود بصمة أسفل الشاشة أيضًا!

كما يمكنك أن ترى في الفيديو بالأعلى، لم تكتفي أوبّو بالكشف عن الحدث عن طريق خبر صحفي أو ما شابه، بل وفرت نسخة تجريبية في المعرض وتم تجربتها بالفعل كما بالفيديو، الهاتف يعمل بكامل قوته إلا أن المنطقة أعلى الشاشة والتي تغطّي الكاميرا تظهر وكأنها “مبكسلة” قليلًأ، وهذا لأن الكاميرا المزروعة أسفل الشاشة مغطّاة بزجاج شفّاف وخفيف إلى حد كبير لكي تستطيع الكاميرا أن تمتص الضوء وتعرض الصورة، كما ان أوبّو قد أضافت أن الكاميرا نفسها تأتي مع حسّاس ضوء أوسع ومع بيكسلات أكبر! كذلك فستعتمد الكاميرا على السوفتوير كما هو الحال في هواتف Pixel من جوجل وذا لضبط الصورة وموازنة الألوان وخاصةً اللون الأبيض.

نموذج مبسّط لطريقة عمل التقنيّة الجديدة..

إذن، نحن أمام أربع شركات هواتف ذكية صينية في غاية القوة توصلوا لابتكار مثل هذا، إلا أن الأمر لم ينتهي، حيث أن شركة Xiaomi وهي التي تمتلك شركة فرعيّة أيضًا وهي Realme قد أعلنت عبر تويتر عن أنها تطور تقنيّة مماثلة، إلا أنها تم تكتفي بذلك، بل شرحت عبر تغريدتها تلك طريقتها في تطوير التقنيّة! وما لفت نظري هو أحد الردود على التغريدة والذي قال “أبل سوف تأتي بتقنية مثل هذه بعد ست سنوات” وهذا التعليق هو في حقيقته مضحك ومحزن في نفس الوقت، إلا أنه يوضّح فكرة مقالنا بشكل ممتاز.

هنا انتهينا، ما رأيك؟ هل ترى أن أبل بحاجة لتغيير سياساتها قليلًا؟ أم ترى أن هواتف أبل ستظل تحتفظ بقوتها السوقيّة والتهما قنيّة مهما حدث؟ شاركنا الآن..


جميع الحقوق محفوظة ©آي-فون إسلام, 2019. | رابط الموضوع | التعليقات |
بطاقات: , ,



from آي-فون إسلام

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنت تسأل وآي-فون إسلام يجيب عن الآي فون 6s

تعرف على لعبة آبل الجديدة على الآي-فون Quartiles

أخبار على الهامش الأسبوع 10 – 16 نوفمبر